مقاصد الشريعة الإسلامية

مقاصد الشريعة الإية

تمهيــد:
إن الإ جوهرة ثمينة معرفة بعمقها الداخلي إلا وهو الشريعة الإية ومعرف أنها جاءت فقط لمصلحة الناس في الدنيا والآخرة ولكن الإنسان بحكم عقله الصغير المقيد في إطار معين هو الكون فقط، ربما لا يستطيع أن يدرك هذه الشريعة ويستوعب مقاصدها وربما يسيء الظن بها ويتصور سببا للتخلف أو يتعجب لماذا حرم الله الخمر والقمار والزنا والربا في حين أن العقل الصغير يراها حسنة فالوحي جاء ليوجه العقل أثناء حركته في الكون، وبقوله سبحانه وتعالى: "وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين" وضع الهدف الأساسي من خلق الإنسان على وجه الأرض وهو عبادة الله وعمارة الأرض ووضع لهذا الهدف مجموعة من الأهداف تحققه سميت بـ: المقاصد


i-تعريف مقاصد الشريعة:
أ-لـغـــة: ج.م: مقصد: مشتق من قصد: أي توسط بين أمرين ولم يتجاوز الحد
ب-اصطلاحا: هي الأغراض التي قصدها الله حين وضع هذه الشريعة للبشر في هذا الكون.فلقد ثبت أن كل ما امرنا الله به فنفعه اكثر من ضرره و ما نهانا عنه الله فضرره أكثر من نفعه عرفنا ذلك ام جهلناه، فالشريعة الإية في عمودها و جزئياتها جاءت لجلب المصالح و إبعاد المفاسد و لذلك نقول جاءت لمصالح العباد في الدنيا والآخرة.
* كيف ذلك؟ ثبت أن الشريعة جاءت لمصالح الناس و ذلك بـ: الوحي و العقل و التاريخ.
أ* ثبت الوحي: لان الكثير من الآيات الكلية أو الجزئية توضح لنا الحكمة من التشريع حيث قال تعالى : "و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" و قال " و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا"
أما عن الجزئيات:
-في الصلاة: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"
-في الزكاة: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها"
-في الصيام: "كتب عليكم الصيام….. لعلكم تتقون"
-في القصاص: " و لكم في القصاص حياة"
ب* ثبت بالعقل: ثبت بالعقل أن من خلال استقوام الشريعة جزءا جزءا وجد العلماء أنها جاءت لمصلحة البشرية عبر الكون في الدنيا والآخرة.
ج* ثبت بالتاريخ: منذ نزول الوحي الى اليوم من خلال الناحية العلمية و الأحداث التاريخية الكثيرة التي أكدت صدق الوحي و انه جاء لمصلحة الناس أجمعين إعترفوا بذلك أم جحدوا و سواء علموا أو جهلوا.
ii –أقسام مقاصد الشريعة:
هي أمور تنقسم من حيث أهميتها الى ثلاثة أقسام:
مقاصد ضرورية، مقاصد حاجية، مقاصد تحسينية و هي في مجملها أشد ما تكون بالبيت حيث تعتبر أن الأساس و الجدران و السقف هي " الضروريات"، و تعتبر الأبواب و النوافذ هي " حاجيات" و تعتبر الطلاء الجميل و البلاط الرفيع والأثاث الخشبي الممتاز و…….. كلهما "تحسينات"
أ* المقاصد الضرورية: وصفت الضرورية لانه لا بد من و جودها لقيام حياة الإنسان و بدونها لا تكون استقامة و لا ة في الدنيا و الآخرة و هي خمسة أقسام:
1-حفظ الدين: الدين هو مجموع ما شرعه الله من أحكام سماوية منزله على أ…..، وهو قانون الحياة الذي ينضم و يكفل حقوق الأفراد و الجماعات و لذلك أوجب الله إتباع الدين إلا وهو الإ لقوله تعالى : "إن الدين عند الله الإ" (سورة آل عمران: 19) و قوله أيضا: " ومن يتبع غير الإ دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" (سورة آل عمران: 84). لذلك جعلت الردة سببا في الخلود في النار. لقوله تعالى: " ومن يرتد منكم عن دينه فيموت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" وعقب على الردة في الدنيا بالقتل إذ لم يتب.
2-حفظ النفس: تعتبر النفس البشرية الهدف الأساسي للتشريع لهذا حرم الاعتداء عليها. لقوله تعالى: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" فيعاقب عليه بالقتل قصاصا. وكذلك الاعتداء على ذات النفس وهو الانتحار فتكون الجنة حرام عليه للحديث القدسي: "بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة" وحكم العلماء بالعقوبة التقريرية لكل ممتنع عن تناول الدواء والعلاج ايقاء لهذه النفس.
3-حفظ العقل: يعتبر العقل القوة المفكرة في الإنسان المدركة لحقيقة الأشياء وهي بسبب التكريم لقوله تعالى: "ولقد كرم بني آدم" ولحفظ العقل شرعت أحكام منها: تحريم الخمر، وسائر المخدرات لقوله تعالى: "إنها الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" وعوقب المتعمد في إذهاب عقله بالجلد ثمانين (80) جلدة.
4-حفظ النسل: أراد الإ للإنسان أن يستمر نسله بطريقة ة لتكون له حقوقه الكاملة لذلك حرم الزنا. لقوله تعالى:"ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة" كما حرم الاعتداء على العرض بالقذف الذي بلوت سمعة الناس لقوله تعالى: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا فلهم عذاب اليم". فعاقب الزنا بالرجم على المحصن وبالجلد لغيره وعلى القذف بثمانين جلدة حفاظا على ة النسل.
5-حفظ المال: يعتبر المال قوام الحياة البشرية يتوصل به الإنسان الى غايته في حياة كريمة بتلبية حاجاته فعدد التصرف فيه بحدود المصلحة فاباح الكسب الحلال لقوله تعالى: "واحل الله البيع وحرم الربا" وحرم كل كسب مخالف كالسرقة والرشوة.
ب-المقاصد الحاجية: وهي ما يحتاج إليه الإنسان في رفع المشقة وتحقيق اليسر ولكن إذا فقدت لا تحتل الدنيا والآخرة إنما يصاب الناس بالمشقة. فتكون كما شرعها الله في المجالات التالية: العبادات، العادات، المعاملات والجنايات.
1-العبادات: حيث شرع الله مثل: الانتقال من الوضوء الى التيمم في حالة العجز او المرض، واباحة الإفطار في رمضان للمسافر والمريض.
2-العادات: حيث أباح التمتع بالخيرات كلها مثل إباحة أكل الصيد
3-المعاملات: حيث شرع أنواع العقود مثل: البيع السليم، وأباح القرض والقراض.
4-الجنايات: شرع الله العفو في القصاص كما شرع الدية مكان القصاص.
جـ-المقاصد التحسينية: هي مصالح تعتبر من محاسن العادات ومكارم الأخلاق تحبها العقول السليمة والأذواق الطبيعية لان الله خلق الإنسان محبا للجمال. فالهدف منها هو تحقيق السعادة والطمأنينة وتقديم الإ في مشروع جميل يرغب الآخرين بالدخول فيه. وتكون كما شرع الله في المجالات التالية: العبادات، العادات، االمعاملات، الجنايات
1-العبادات: شرع الله الطهارة وذا ستر العورة
2-العادات: حيث شرع آداب الأكل والشرب، كما شرع اللباس الأحسن والأجمل.
3-المعاملات: العفو عن القليل في الكثير بالإضافة الى تحريم العش.
4-الجنايات: كالإحسان في ذبح الحيوان.
النتيجـــة:
الشريعة الإية بالنسبة للمسلم كالعقل بالنسبة للإنسان كالأم بالنسبة لرضيعها.